الأحد، 28 مارس 2010

كيف تحصل على ما تريده حقا الحلقة الثالثة:ان ما سوف اتحدث عليه معكم اليوم هو عن الحب والتسامح. ولنفترض ان لك تجربة ولو قاسية مع شخص ما واصبحت تكن لهذا الشخص مشاعر كرها هائلة وكنت فعلا ممتلئ بهذه الكراهية وهذا الغضب والمرارة والقسوة فتوقفت وقلت بكل بساطة من الآن اسامحك وارسل إليك الحب.
قال مارك توين " ان العفو هو شذا الفيوليت الذي تمنحه للقدم التي داستها " العفو هو الشذا الذي تمحه الفيوليت للقدم التي داستها. عندما تتخلص من هذا الكره والغضب والقسوة التي بداخلك ستبدأ الكثير من الأمور في حياتك بالتحسن. كل هذا سيحدث وستسمح له بالتدفق والانجذاب لحياتك لمجرد ان حررت نفسك من الطاقة السلبية للكراهية واللوم والقسوة.

وللرد على تحفظات البعض على موضوع ارسال الحب والتسامح للناس وهل هذا معناه ان أظل أتلقى الإساءة من الناس الذين من الممكن الا يكونوا متفهمين لما اتمتع به من وعي اسمى ليشجعهم هذا على التمادي في الإساءة. فأقول لهم إنك لن تموت من عضة الثعبان إنك قد تموت من اثر سريان السم في الدماء والذي يمكن معالجته قبل ان يجعنا نموت لأن كلنا لابد لنا وأن يعضنا أي ثعبان سواء من الأثر هناك أو ممن اعتادوا الإساءة فسأضرب لهم هذا المثل.

تخيل ان تعرضت يدك لجرح ثم نظرت إليه فإن لديك طاقة داخلية وشئ هناك بداخلك يدعوك للشفاء من هذا الجرح حتى قبل وجود الطب والتداوي. فهناك طاقة ما وتيار يسري بداخلي يدعو ويأمر الخلايا للشفاء من هذا الجرح وتقول للجسد لا ترتبط بهذا الجرح وبهذا العيب اتركه أغلق الجرح لا تتركه مفتوحا. ولكن لنفترض انك قلت لهذا الجرح لا لاتلتئم انا أريدك مفتوحا وذهبت لأحد ما وقلت له أنظر لهذا الجرح فيقول لك ما هذا ياإلهي انه جرح مفتوح حاول ان تعالجه وإلا سيزداد الأمر سوءا إذا تلوث هذا الجرح أن هذا شئ مروع. ولكنك تستمر في ممارسة هذه النوعية من التفكير والتي هي ضد طبيعتك التي تدعوك لإغلاق الجرح ولكنك تُصر أن تدعه مفتوحاً فلن يمضي الكثير من الوقت حتي يتلوث الجرح وعندها ستفقد يدك ومن بعدها ذراعك ثم سيتدمر جسدك كلية إذا لم تجل طبيعتك هي المسيطرة. فكذلك تقول لك طبيعتك أغلق جروح ماضيك.

من أهم المعلمين الذين تعلمت منهم دروسا كبيرة هو نيزار توماتهوراج وكان يعيش في الهند حتى منتصف الثمانينات والذي كتب " لقد عُدت ". عنما سُئلَ ما الفرق بين النبي أو القديس أو الحكيم وبين البشر الآخرين هل أنهم يملكون حباً غير مشروط ونحن لا نمتلك هذا الحب.؟ فقال لا فكلنا نملك هذا الحب الغير مشروط ولكنه لفرق بين وعي البشر العادي والوعي الأسمى للبشر فهم ليس لديهم شئ آخر بداخلهم. ولذلك يجب علينا ان نتعلم ان يكون لدينا هذا الشئ في أنفسنا.

ولنضرب مثلا أذا أحضرت برتقالة وعصرتها فعلى ماذا ستحصل.... عصير برتقال أليس كذلك ... ولنفترض انك احضرت برتقالة أخرى وعصرتها فعلى ماذا ستحصل .... أيضا عصير برتقال ... هذا غريب حقا فلنحضر الكثير من البرتقال ونعصر واحدة صباحا فنحصل على عصير برتقال وواحدة ظهرا فنحصل على نفس العصير وعندما نعصرها ليلا ايضا نحصل على عصير البرتقال. جميل فلنغير وسيلة العصر ونستخدم وسائل مختلفة أيضا نحصل على عصير برتقال... اعتقد عزيزي القارئ انك تقول الآن ما هذا الغباء طبعا لو احضرت آلاف البرتقالات وعصرتها على مدار الساعة واليوم وبكافة الوسائل فلن تحصل إلا على عصير البرتقال. وأقول لك انت على حق ولكن لماذا. فتقول لي ما هذا الحُمق لأن هذا ما بداخلها. حقاً أنك على حق وصادق تماماً فهذا هو التفسير الذي أقنعني وبالدليل القاطع. ولكن دعني اُغير صيغة السؤال إذا جاء أحدهم إليك وعصرك أي أن قال لك شئ أو فعل معك شئ سئ فماذا الذي سيخرج منك.؟ غضب كراهية قسوة توتر خوف رفض, حقد , غِل.... وفي الحال يمكنك القول ان ما خرج منك هذا نتيجة ما قاله أو فعله هذا الشخص. ولكني أقول لك ان الحقيقة والواقع أن ما خرج منك هو ما يحتويه الداخل. وإذا كنت لا تحب ما بالداخل فيمكنك تغييرهذا. وإذا سألتني كيف دخل العصير داخل البرتقالة فأقول لك لا اعرف فأنا استمتع فقط بها واعزو الفضل في هذا إلى الله عز وجل.

كثير من الناس يظنون ان اشياء اخرى تجعلهم يصبحون ما هم عليه الآن فيلومون ماضيهم و اهلهم وظروفهم ويلومون الأشخاص الآخرين على الأشياء التي تسير على نحو خاطئ في حياتهم. فعلى سبيل المثال زحام الطريق وإشارات المرور من الأشياء التي تسبب الضيق والغضب للعديد منا. فهل تعتقد ان هذه الإشارات وهذا الزحام يكترث بغضبك وضيقك هذا او حتى يشعر به. إن غضبك وضيقك أو سعدتك ومرحك إن حالاتك المزاجية دائما هي اختيارك فأنت دائما يمكنك الاختيار بين ان تكون سعيدا او غاضبا دائما يمكنك الاختيار. أليس كذلك. يمكنك دائما ان تشعر براحة ونشوة الإنجاز بأن تفعل اي شئ ايجابي في هذه الأوقات إن الأمر يعود إليك بالكامل.

وهناك قصة تسمى قصة المحسنين الأربعة قديما في احدى المعارك بين قبيلتين متصارعتين انتصرت احداهم وعاد المنتصرون ومعهم العديد من الأسرى والذين كانوا محاربين ووضعوهم في السجن وكان اهل القرية يعرفون ان بين هؤلاء السجناء أُناس وطنيون كانوا يحاولون أن يُغيروا ما يرونه باطل فجاء واحدمن اهل القرية وكان ذو ثراء وهو احد هؤلاء المحسنين الأربعة الذين نتحدث عنهم وذهب لمسئولي السجن وقال لهم لقد علمت ان السجناء ليس لديهم ماء نقي فأود ان اتبرع لهم لتوفير مياه شرب نقية لهم وأن أكون متأكدا انهم لن يصيبهم ضررا من شربهم للمياه الغير نقية وكان له ذلك..

وشعر انه حقق لهم شئ كبير وشعر انه راض عن نفسه.

أما المحسن الثاني فاكتشف أن الأسرى كانوا ينامون على الحجارة وأنهم يعانون من البرد لعدم وجود أغطية تقيهم برد الليل والشتاء. فذهم لمسئولي السجن وتبرع للأسرى لتوفير سرائر واغطية لهم ليشعروا بالراحة والدفئ أثناء نومهم وكان له ذلك..

وشعر بالرضا عن نفسه لقيامه بهذا العمل الخيِّر.

أما المحسن الثالث فاكتشف ان الطعام الذي يقدم للأسرى غير كافي وغير آدمي وكانت لديه مزرعة فتبرع بنتاج مزرعته للأسرى ليضمن لهم طعام مُرضي ووفير ليأكلوا اكلا جيدا وشعر بالرضا عن نفسه لما قام به.

لكن المحسن الرابع كان ممن لا يعيشون بالوعى العادي للبشر لكنه كان لديه وعي أسمى فذهب وحصل على مفاتيح السجن في الليل وحرر الأسرى. هذه القصة من التراث تخبرنا اننا عندما نحيا بمستوى الوعي البشري العادي فإنه لا عيب في هؤلاء الناس الذين يساعدوننا أن نُعاني مُرتاحين. وكثيرا منا يعلم هذا ويقبله ويقول حسنا طالما انا مُرتاح رغم أنني أُعاني فلا بأس. ولكن هناك من يملكون المفاتيح وهذه المفاتيح يمكن أن تُزيل المعاناة وليس فقط ان تتركنا نعاني مرتاحين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق