الأحد، 28 مارس 2010

كيف تحصل على ما تريده حقا الحلقة الخامسة:قال آلن ويت ذات مرة انك لا يمكن ان تبتل من كلمة المياه فالمياه شئ والإحساس بالماء شئ آخر. فهناك ما يطلق عليه التصور الذهني أو وجهة النظر أو الخرائط العقلية. فالخرائط ليست هي الأماكن فلو تصورنا انك تريد ان تتجول في انحاء القاهرة وانت لا تعرف طرقها ووسائل مواصلاتها ولا معالمها فببساطة يمكنك الحصول على خريطة تعرف منها المعالم وتحدد إلى اي وجهة او هدف تريد الذهاب وايضا بالاستعانة بالخريطة ستعرف اي الطرق ستسلك واي من وسائل المواصلات ستستخدم فيساعدك هذا للوصول لهدفك بسهولة. وكلما كنت مجتهدا ومنظما في اختيار الأماكن التي تود زيارتها كلما كان الوصول للأماكن التي تود زيارتها اسرع واسهل. ولكن دعنا هنا نفترض انك عندما ذهبت للحصول على خريطة القاهرة اخذت خريطة للإسكندرية والتي طبع عليها بالخطأ خريطة القاهرة. فالمؤكد هنا ان الخريطة التي من المفترض ان تساعدك في الوصول لأهدافك بسهولة ويسر ستؤدي بك للابتعاد عن اهدافك المنشودة واي محاولة منك للاجتهاد والتنظيم ستؤدي بك للإسراع في الوصول للمكان الخطأ. إذا فالخرائط ليست هي الأماكن وكذلك الأمور والأشياء التي نراها أو نتصورها من خلال وجهة نظرنا أو تصوراتنا الذهنية قد تكون شئ آخر مختلف عن معتقداتك وتصوراتك والتي اكتسبتها من خلال مرآتك الاجتماعية. فهذه المرآة الجتماعية هي التي تشكل تصورك الذهني عن الأشياء والتي اكتسبتها من الأهل والأصدقاء والمحيطين والمجتمع والموروثات الدينية والمجتمعية وايضا خبراتك الشخصية. فأنت من خلال هذه الموارد تفترض انك توصلت لجوهر الأمور ولكن ربما تصطدم بوجهات نظر أخرى مغايرة لتصورك الذهني لذه الأشياء والأمور وغالبا ما تتعجب من وجهات النظر الأخرى هذه وتتسائل كيف يرى هؤلاء الناس الأمور بهذا الشكل حتما هم لا يعرفون كيف ينظرون للأمور بحكمة.
وقد كتب احد اساتذتي العظام وهو د. ستيفن كوفي في كتابه الرائع العادات السبع للناس الأكثر فاعلية عن وجهة النظر وتغيير وجهة النظر نتيجة لأن ترى ما لم تكن تراه. وسأروي لكم قصة جميلة توضح هذا المعنى.

في يوم ما كانت هناك سيدة جميلة في أوائل الثلاثينات من عمرها في المطار منتظرة الطائرة التي ستقلها في رحلة طالما حلمت بها وعندما دخلت المطار اشترت علبة كوكيز وجلست على احد المقاعد وكان معها كتاب ففتحته وبدأت تطالع صفحاته وأثناء ذلك جاء شاب وسيم وجلس على المقعد المجاور لها وبدأ يطالع صحيفة في يده ثم فجأة فوجئت به يمد يده.. ويتناول قطعة من الكوكيز وكانت علبة الكوكيز موجودة بين المقعدين فتعجبت السيدة ومدت يدها ايضا وتناولت قطعة هي الأخرى فنظر لها الشاب وابتسم ابتسامة جذابة.. فأشاحت السيدة الجميلة بوجهها عنه وهي تتعجب من جرأة هذا الرجل... وبعد برهة فوجئت به يمد يده ... ويتناول قطعة اخرى من علبة الكوكيز... فشعرت بالغضب من جرأة الشاب عندما نظر إليها وعلى وجهه هذه الابتسامة الجذابة وهي تمد يدها للآتقاط قطعة من الكوكيز ... فأشاحت بوجهها وهي تتحدث لنفسها ما اجرأ هذا الشاب انه يأكل من الكوكيز بدون حتى ان يكلف نفسه الاستئذان ويبتسم لي بوقاحة..... واستمر الوضع على هذا تلتقط هي قطعة وهو قطعة حتى مدت يدها والتقطت القطعة قبل الأخيرة ... وعندها تسائلت ياترى ماذا سيكون تصرفه هذه المرة هل سيتسم بشئ من الذوق ويترك القطعة الأخيرة .. أم سيستمر في جرأته ووقاحته... وكانت الفاجأة أن مد الشاب يده والتقط القطعة الأخيرة وقسمها لنصفين فتناول النصف ومد يده لها ليناولها النصف الآخر ... فانتفضت السيدة الجميلة واخذت حقيبتها واتجت لتحتل مقعدها بالطائرة وهي تستشيط غضبا من تصرفات هذا الرجل الغريبة والتي تتسم بالجرأة والوقاحة انه حتى لم يستأذن ولم يشكرها وحتى القطعة الأخيرة لم يتركها بل اقتسمها معها وفتحت حقيبة يدها لتضع الكتاب ففوجئت بعلبة الكوكيز خاصتها في الحقيبة سليمة لم تفتح .... فشعرت بالخجل الشديد من ظنها بهذا الشاب ووصفها وتصنيفها له بأنه وقح وجرئ وقليل الذوق. فهو الذي سمح لها بتناول الكوكيز خاصته ولم يعترض او يبدي امتعاضه من تصرفاتها بل كان يبتسم لها ابتسامة جذابة ولم يحاول حتى ان يتخذ من هذا الموقف فرصة ليحدثها او يغازلها. كم كان هذا الشاب مؤدب ودمث الخلق. ولكن كان الأوان قد فات لتبدي له اعتذارها عن النظرات الشديدة التي ردت بها على ابتسامته المرحبة وعن ظنها السئ به.

هذا هو الفارق بين وجة النظر أو التصور الذهني للأمور وتغير وجة النظر والتصور الذهني عندما ترى وتعرف اشياء لم تكن تراها او تعرفها من قبل.

وكما قال الفنان الكبير محمد صبحي في مسرحيته الشهيرة وجهة نظر

(الشوف مش نظر الشوف الحقيقي وجة نظر).

ذات مرة كنت امشي في مكان به مجموعة كبيرة من الزهور الجميلة والنادرة, وبينما كنت استمتع بمشاهدة هذه الأزهار كان هناك رجلا يبدو انه خبيرا في مجال الزهور وكان يحاول ان يشرح للناس ويخبرهم عن اسماء هذه الزهور والسلالة التي تنتمي إليها وموطنها الأصلي وغير ذلك من هذه الأمور. وبينما كنت اسمعه وهو يقول هذا تسائلت ماذا يهمني في اسمائها او موطنها او سلالتها فأنا فقط أريد ان استمتع بجمال مظهرها وعطرها الخلاب. فهذا شئ برتقالي اتى من لا مكان. هناك احساس عميق جميل بالاستمتاع به بالاتصال به بدلا من ان تكون مهووسا بتسميته.

ستوين كيوباجارد قال ذات مرة اذا اطلقت على اسما فقد نفيتني. اذا اطلقت على وصفا أو صنفتني عندها سأصبح ما أردته انت ان أكون. عندها لن اكون قادر على ان أحيا حياتي او ان امارس الوعي الأعلى دون ان اكون مثقلا بما اسميه وعي البشر العادي.

والوعي البشري العالي والذي هو التعريف او النظام الاعتقادي بأنني بشر يمكن ان يكون لي قدرات روحية لست متأكداً. ولكن عندما تصبح اكثر فهما من كونك هذا الجسد وهذه الشخصية. وعندما تدرك كينونتك بأنك لم تولد ولا يمكن ان تموت. عندما تدرك نفسك الابدية. فهذا البرنامج حول القوة والطاقة والقدرة على ان تكون قادرا على تحقيق اشياء عظيمة. هذه ليست كلمات بلا معنى ولكنها درس قوي يجب ان يمارسه كل شخص ويحياه كل يوم.

وقبل ان استرسل في حديثي سنقف قليلا لأوضح بعض الاعتراضات والشكوك التي قد تتبادر لذهنك في بعض اقوالي. الآن أسألك من أنت... من أين اتيت... سؤال غريب أليس كذلك ... لقد فعلها والداي ... جميل اجابة واضحة ولكن هل انت نتاج العلاقة التي حدثت بين والديك فقط. أقول لك لا فإن الله قد نفخ فيك من روحه ليعطيك الروح والحياة. إذن فأنت فيك من روح الله. هل روح الله ليست ابدية لا والله فهو فهو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد. ولهذا فأنا أأكد لك ان لك نفس ابدية لأن فيك من روح الله. ولإنك فيك من روح الله فأنا أكد لك أن قدراتك غير محدودة وأنك قادر على فعل اشياء عظيمة وعلى أن تحصل على ما تريده فعلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق