الأحد، 28 مارس 2010

كيف تحصل على ما تريده حقاً الحلقة الأولى

سنتحدث اليوم بداية عن أن كل انسان منا بداخله اثنان فيوجد بداخلنا شخصيتان والشخصية الأولى هي غروره أو ما يطلق عليه الأنا ويدعو غلى الاهتداء بالدنيا أي ان تكون الدونية هي سبيل هدايته وهذا الأنا الذي يقول لك أنا منفصل عنك وعن البيئة وعن كل شئ مُعجب بنفسه غير مبالٍ بأي شئ أو أي أحد لا يهمه إلا إرضاء رغباته ونزواته وراحته ولو على حساب أي شئ وهو دائما في صراع معك انه يقول ان قيمتي تعتمد على ما أملك وما الذي أحصل عليه وكيف يكون مظهري افضل وما مقدار جاذبيتي وكم ستزداد قيمة اموالي ماذا لدي أنا. وذلك الوعي ليس خاطئا في بعض الأوقات ولكنه وعي أدنى من الوعي البشري اليومي العادي. والشخص الآخر الاذي بداخلنا هو ما نسميه النفس العليا أو النفس الطاهرة وهذه النفس فعلا لا تهتم بالكم لا تهتم انك افضل ممن ولا بمقدار ما عندك والمشكلة أننا في غاية الأنانية فلا نهتم بهذه النفس ولا نوليها إلا قدرا ضئيلا من الاهتمام. النفس العليا هذه او النفس الطاهرة لا تريد إلا شيئا واحدا وهو ان تكون في سلام. أي خيار تأخذه في اي فعل تقوم به اجعل اختيارك ان تكون في سلام هكذا تقول لك النفس العليا. بينما تقول لك الأنا لا لا لا من الأفضل أن تكون على حق. وكثيرا ما نجد الناس يتجادلون ويختلفون ويختصمون على من هو المُحق ومن هو المُخطئ. ستجد معظم الخلافات في حياتك تعتمد اساسا على من المحق ومن المخطئ حتى انك يمكن ان تنسى التفاصيل ولكن يصبح همك ان تثبت صحة وجهة نظرك وانك المحق وان الآخر هو المخطئ. دلئما الآخر هو المخطئ انني حتى لا أحاول الاستماع إلى الآخر لشرح رؤيته وتوضيح وجهة نظره وعرض اسبابه وحتى لو استمعت إليه استمع له بمنطلق الباحث عن الثغرات التي أُفند بها اسبابه لضحد وهدم وجهة النظر والرؤية هذه في حين انني لو استمعت له بقلب ووعي أسمى قد أجد في وجهة نظره ما يستحق التقدير وقد يجد في وجهة نظري الأمر ذاته مما قد ينقلنا لوجهة نظر ورؤية أعلى وأسمى بها نقاط قوة وجهة نظره ووجهة نظري وخالية من الضعف والسلبيات التي كانت تشوب وجهة كل منا. ولذا إذا أردت أن تجعل نفسك العليا والطاهرة هي التي تحكم حياتك اقترح في البداية عليك ان تكون طيباً عن ان تكون محقا عندما يكون لديك الخيار. وأنت دائما لديك الخيار في علاقاتك مع زوجتك او زوجك او ابنائك ومع أهلك وأقربائك وأصهارك ومع الغرباء ايضا الذين قد تقابلهم في الطريق مع من تتعامل معهم في المطاعم والمتنزهات وهكذا إذا استطعت فقط أن تُخضع أو تُخفف من الأنا هذه والتي تقول من المهم لي أن أكون مُحقاً الأمر الذي سيؤدي بك للحياة دائما في حالة من التوتر والخوف والقلق مما يستهلك معظم طاقاتك في هذه الطاقات السلبية التي تسلب من طاقاتك الإيجابية والتي تدعوك لتكون مبدعا ومبتكرا. ويمكن ان تسألني وكيف سأوقف هذا الجزء مني والذي يسمى الأنا لأسمح للجزء الآخر والذي يريد أن يعيش في سلام وسعادة. سأقول لك أنني سأعطيك عصا سحرية وبهذه العصا سأجعلك عندما تُلوح بها فقط تحصل على اي شئ تريده يمكنك ان تحصل على هذه السيارة او على هذا المنزل وهذه الملابس الجميلة وأي شئ تريده وبالإضافة لهذه العصا سأعطيك عصا أخرى هدية على العصا الأولى لتلوح بها في كل دقيقة من حياتك لتبقى في سلام ومهما يحدث ستكون قادرا على اختيار السلام. كُلُنا نعلم اننا في هذه الحياة لوقت قصير فلما نُصر على ان نعيشها في تعاسة ما دُمنا قادرين على ان نختار ان نعيش في سلام وسعادة الأمر الذي تتوسل إليك به نفسك العليا الطاهرة طوال الوقت وما ان تصل إلى ذلك ستجد نفسك تتوقف عن ان تقول ان الناس الذين تجمعني بهم العلاقات لا ينتمون إلى ولا يشعرون بي ولا يعرفون كيف يتفاهمون معي. إنني وزوجتي تحدثنا كثيرا حول هذا الأمر لقد امضينا معا وقتا طويلا ولدينا ثلاثة ابناء ولقد تحدثت معها قائلا أتعلمين نحن نحب بعض ولكن علاقتنا لا تبدو كذلك فطريقة تكلمنا ونقاشاتنا لا تبدو كذلك انا ادعوكي لكي نتمرن سويا أن نكون طيبين في علاقتنا معا بدلا من ان نكون مُحقين وطبقنا هذا فعلا ولقد نتج عن هذا نتائج ونجاحات انا نفسي لم أكن أتوقعها أنها النفس العليا الطاهرة والتي تدونا للسلام إنه الوعي الأسمى والذي يدعونا للسعادة فلما لا تعيش سعيدا ما دمت قادرا على ان تختار بين ان تعيش سعيدا في سلام او ان تعيش حياتك القصيرة تعيسا في نزاع. لا تتعجل الأمور إذا اتبعت هذا الأسلوب فقط ستجد نفسك اصبحت طيبا. طيبا مع الزوج او الزوجة مع الأولاد والأقرباء مع الساقي في المطعم مع المضيفات في الطائرة مع البائعين في المحلات مع كل الناس الذين تجمعك بهم علاقات او تعاملات فكلنا في علاقات ونتفاعل مع بعضنا طوال الوقت ومن افضل الدروس التي تعلمتها حول ان تكون في علاقة وتكون هذه العلاقة قوية ومثمرة هي ان تتذكر هذه العبارة عندما يكون لديك الخيار وانت دائما لديك الخيار ما بين ان تكون محقا او ان تكون طيبا. ابدأ في الاختيار ان تكون طيبا. جزء الأنا منا يريد ان يكون محقا يقول كيف تجرؤ على ان تتأخر في خدمتي, كيف تجرؤ على ان تقول لي هذا وفي الحال نريد ان نجعل الطرف الآخر مخطئ ونحن محقين. ولكن هناك جزء آخر يقول انه يريد ان يجعلك سعيدا وتعيش في سلام لايهم ان تكون محقا قدر ان تكون سعيدا لا يهم هذا الأنا ولذا فلتختار الطيبة مع كل من نتعامل معهم في كل علاقتنا فالطبيعة نفسها لا تفرق بيننا فكلنا نتنفس نفس الهواء ونتدفئ بنفس الشمس ونشرب نفس الماء. والعبارة هي " أنه لا توجد شجرة لها أفرع لديها من الحمق بحيث تتصارع أفرعها مع بعضها البعض" وهذا ينطبق ايضا علينا.

في اي علاقة بين طرفين إذا اتفق الاثنان على كل شئ فأحدهم غير ضروري إذا ليس الأمر في الحصول على شخص مثلك تماما ففي واقع الأمر إن توأم روحك هو الشخص الذي تجد صعوبة في التعامل معه ولا تستطيع ان تتخلص منه فهو يظهر لك دائما. ولكن الأشخاص الآخرين هم أعظم معلمين لك حيث ان كل شخص لديه القدرة على الضغط على الأزرار التي تجعلك غاضبا هو الشخص الذي سيختبر قدرتك على السيطرة على نفسك في هذه اللحظة. لكل منا توأم روح ولكن ليس هو الشخص الذي يتفق معنا في كل لحظة ولا الذي يوافقني في كل شئ ولا الذين يقولون لنا دائما اننا رائعين. ولكن كل من يظهر في حياتنا ولديه شئ ليعلمه لنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق