الأحد، 28 مارس 2010

كيف تحصل على ما تريده حقا الحلقة الرابعة:ما أود أن اتحدث معكم عنه الآن هو أن لدينا فعلا مستويات من الوعي تسمح لنا بأ ن نفعل اشياء كثيرة وممكن ان يعتبرها البعض غريبة أو صعبة أو ربما مستحيلة مثل أن ندير عواقب حياتنا لنكون قادرين على ان نضع تركيزنا وانتباهنا على ما نريد ان نصنعه لأنفسنا في حياتنا بأن يكون لدينا فعليا وحرفيا القدرة والقوة والطاقة أن نعرف أنه اذا ما استطعت ان أفكر في شئ واحتفظت به في ذهني احتفظت بهذه الصورة متشكلة ومتجسدة داخلي وبأن هناك طاقة ومصدر وقدرة بداخلي والتي هي موجودة أيضا في هذا الكون وأنني متصل بها. وانني ايضا استطيع استخدام هذه الطاقة والسيطرة عليها. فحتما سوف اجد الكثير من الطرق للحصول على الأشياء التي أريدها فعلا. سنحصل بالتاكيد على الأشياء التي نريدها لأنفسنا في حياتنا ولكنها تبدأ اساسا كلها بكيف.
" كيف اعتدت على التفكير فكما تفكر ستكون " سبع كلمات صغيرة والتي اعتقد انها ربما تكون اهم شئ يمكن ان نتعلمه ونتقنه في حياتنا. إن كل الأفكار المثبتة تعني انني اصبحت ما افكر فيه. إذا ما عرفت أن ما تفكر فيه هو ما سيقع ستبدأ بأن تكون حذرا حقا فيما تفكر فيه ولن تسمح لأفكارك بأن تكون اي شئ لا تريده أو لا تود تحقيقه في حياتك.

قال إمرسون " إن الاستجابات لكل فعل هي أفكار ". يمكنك ان تنظر لأي معتقدات روحية سواء كانت شرقية او غربية قديمة او حديثة مدنية أو قَبَلية وستجد في كل هذه المعتقدات فكرة أنه بداخل كل واحد منا في مكان ليس بمادي. في مكان ليس له بُعد. في مكان ليس له حدود لدينا هذه القوة. لدينا هذا الذكاء. ولكنك لا تستطيع رؤيته.

إذا كنت على فراش الموت وحدث أنهم وزنوا جسدك قبل الموت بخمس دقائق ولنقول ان لك وزن جيد فوجدوه حوالي ثمانين كيلو جرام. ومن ثم تغادر الحياة جسدك وفي هذا الوقت تحديدا يعيدو عملية تحديد وزنك بعد مغادرة الحياة والروح لجسدك. فسيكون الوزن نفس الوزن السابق لمغادرة الحياة والروح للجسد. إذن فالجسد يكون له نفس الوزن سواء حيا أو ميتا. إذن فحياتك أو روحك أو هذا الشئ الذي يغادر جسدك بعد الموت هو شئ لا وزن له. نعم حياتك لا وزن لها فأنت لا تستطيع ان تحصل على وزن لها او ترسم شكلا او بُعدا لها أو ان تضع قياسا لها.. من انت... إنك هذه الحياة وهذه الحياة ليست ضمن بُعد المادة.

فلنفترض مثلا انني قلت انني أريد ان أحرك اصبعي فأُحرك اصبعي ماذا في هذا انه عمل بسيط وهيِّن. لكنه حقا وبالفعل عمل كبير وليس بالسهل كما نتصور لأن هناك شئ غير مرئي في عقلي هنا هو الذي يقول لإصبعي ان يتحرك. أنا لم أرى هذا وحتى لو حاولت أن اضع هذا العمل تحت التحليل عبر أجهزة الأشعة وقياسها والتحاليل وأجهزة قياس الترددات المغناطيسية والمجالات الكهربية لكي اعرف ماذا حدث لكي استطيع ان احرك اصبعي لن استطيع ان اعرف. قد يستطيع الطب ان يخبرنا عن مكان مركز الأوامر في المخ ولكنه لن يستطيع ان يخبرنا عن المكان الذي يقع في هذا المركز والذي كان مسئولا عن اصدار الأمر وكيف قام باصدار هذا الأمر وكيف تم نقله عبر الخلايا العصبية بواسطة الناقلات العصبية. إن هذا الآمر والذي هو موجود بداخلنا والذي هو لا وزن ولا بُعد ولا قياس ولا شكل له والذي لا نعطيه القدر الكافي من الاهتمام. ما أود قوله هنا أنني أريدك أن تصبح مدركا لقوة التفكير. أنظر حولك فقط فستجد ان كل شئ حولك بدأ بفكرة إذن فنحن نصبح ما نفكر به. وهذا واحد من أهم المبادئ التي نتعلمها لتحقيق ما نود الحصول عليه فعلا.

ولكني عندما أفكر في هذه الفكرة والتي هي الحصول على ما أريده حقاً وأن أكون قادراً على أن أجذبه إلى حياتي. فإن أول ما يجب علينا النظر إليه اساسا هو العوائق بأننا كيّفنا أنفسنا " ولاحظ أنني أقول كيّفنا أنفسنا " لأنني لا أصدق أو أعترف بأن أضع مسئولية الأوضاع التي أنا عليها على عاتق أي شخص أو شئ آخر. فإذا تكيّفت فذلك لأنك سمحت لنفسك بأن تصبح هذا الذي أصبحته. إذن فنحن الذين كيفنا انفسنا على الاعتقاد باشياء محددة. وواحد من هذه الأشياء التي اعتقدناها واعتنقناها وعشنا معها. بأن كل ما حدث لي في الماضي هو السبب في منعي من القيام بأشياء كنت اود وأحب ان اقوم بها اليوم كنت أود ان اكون اليوم في حال وفي مستوى معيشة وفي علاقات اسرية واجتماعية افضل من التي انا عليها الآن ولكن الظروف وما حدث لي في الماضي هو الذي منعني من الوصول لذه الأمنيات والتي كنت أود أن أكون عليها الآن. فنتعلق بهذ الأشياء ونملأ انفسنا باللوم على الظروف التي جعلتنا كذلك. فأنا الطفل الأصغر والذي لم اتخذ قرارا طوال حياتي فكيف اكون اليوم شخصا معتمدا على نفسه كليا بينما كان هناك من يملي على ما افعل كل يوم فكيف افكر لنفسي اليوم.

وإذا كنت الطفل الأكبر كيف أتوقع ان افكر لنفسي وقد كنت طوال الوقت افكر لغيري.

وإذا كنت الطفل الأوسط فنجد أزمة الهوية الكلاسيكية يالحالي الذي يُرثى له إن امي حتى لا تعرف اسمي فكانت تناديني دوما باسم اخي الأكبر أو الأصغر.

أما إذا كنت الطفل الوحيد ........ حسنا لقد نظر اليك والداك وقالا لن نفعل هذا مجددا.

أو إذا قلت ان امك كانت تحب اختك اكثر او ان لدينا الكثير او انه لم يكن لدينا شئ أوعشنا في الشمال او في الجنوب او انا طويل جدا او قصير جدا او شعري كثيف او ليس لدي شعر على الإطلاق. مهما يكن فكل منا لديه هذه الأعذار. وأنا أطلق على كل هذه الأشياء والأعذار التي نرتبط بها ونستعملها لمنع انفسنا من الوصول الى ما نظن اننا لن نستطيع الوصول إليه. أطلق على هذه الأعذار " الويك" أو الأثر.

وسوف أقُص عليكم قصة قوية جدا سمعت آلن واتس يحكيها ذات مرة.

لقد قال ان حياتك مثل السفينة التي تتجه نحو الميناء بسرعة 40 عقدة وبينما تتحرك هذه السفينة تقف انت عند مؤخرة السفينة وتنظر للأسفل في المياه في حين ان حياتك تتجه للاتجاه الآخر ناحية الميناء وانت مازلت هناك تنظر للاسفل للمياه وتسأل نفسك هذه الأسئلة الثلاثة.

1- ماهو هذا الويك أو الأثر الذي تخلفه السفينة ورائها نتيجة شقها للمياه أثناء سيرها باتجاه الميناء.

والإجابة ان هذا الأثر هو الذيل الذي وراء السفينة والذي تركته ورائها لا اكثر ولا اقل.

2- السؤال الثاني ما الذي يحرك السفينة الآن ما الذي يجعلها تسير في هذا الاتجاه.

والإجابة هي لحظة الطاقة التي يولدها المحرك في هذه اللحظة لا اكثر ولا اقل هذا هو الشئ الوحيد الذي يجعل السفينة تتحرك في هذا الوقت وهذا الاتجاه. وهذا ايضا يعني ان لحظة التفكير الحالية عندي وكيفية تناولها واستخدامها هي التي تحرك حياتي في هذا الوقت في هذا الاتجاه ولا شئ اكثر من هذا.

3- ولأن السؤال الثالث هو الأكثر أهمية وقوة بالنسبة لي منذ ان سمعته فدائما ما افكر فيه عندما يتولد لدي احساس بالنظر للخلف وإلقاء اللوم على شئ ما.

هل من الممكن ان يستطيع الأثر أن يحرك السفينة ويوجهها ناحية الميناء والذي هو الذيل الذي تُرك في الخلف. هل يستطيع ان يحرك السفينة ويوجهها الى الميناء.

والإجابة بالطبع لا فهو مجرد اثر وذيل تُرك في الخلف.

إن في هذا الذيل العديد من الاشياء. وكل منا لديه هذا الذيل أو الأثر وأيضا به الكثير من الأشياء ومن اكبر المشاكل التي تلازمنا اننا لدينا الميل لملازمة النظر لهذا الأثر بكل الأشياء التي بداخله. لنعلل بها لماذا لا تسير حياتنا بالشكل الذي نريد ونتمنى. عندما يتقدم بك العمر وتنظر لتجربة حياتك وتجدها ليست جيدة فانت مُفلس أو مُدمن وعلاقاتك متدهورة وتهجرك عائلتك وتقول لماذا يحدث هذا لي وتنظر لكل هذه الأعذار هناك في الذيل لتبرر بها حالك.

وأنا لا أود هنا أن أقول أنه لا يجب عليك ان تكون على صلة مع ماضيك وكل هذه الأمور والذكريات في الخلف ولكني لا اريد منك استخدامها كأعذار لتبرير لماذا لا تستطيع الحصول على ما تريد فعلا . إذا فعلت هذا لن تستطيع الوصول للمكان الذي نتمناه هذا المكان الذي اسميه وعي أعلى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق